صادق الطريحي
شاعر عراقي
زَيْتٌ وعشّاقٌ وأسواقٌ بمجلسِ قارئٍ عرَفَ المناسِكَ والكتابَ بعقلِهِ.
زَيْتٌ لعاشقةٍ، لسيّدةٍ، لعاتكةٍ تحبُّ مُواطنًا مِنْ أهلِ بابلَ، شاعرًا ومتفقّهًا بالحبّ، والأديانِ، والغَزلِ العراقيّ الحنيفْ.
مُتَغزّلًا بأصابع بيضٍ مجيداتٍ كتبنَ قصيدتي ما بين بابلَ في الصّباحِ، وموضعِ التّقبيلِ مِنْ يدِها الحرامْ.
مُتَغزّلًا ببياضِ صوتِكِ إنّ صوتَكِ زهرةُ الإيشانِ، ألثُمُها، وأحميها مِنَ القَيظِ الشّديدِ، مِنَ الغزاةْ.
ـ أتحبُّها!
ـ بهْرًا، وبهْرًا مُطلقا، عددَ القصائدِ في الحِجازيّات؛ بلْ عَددَ المِدادِ بخُضرةِ الأوراقِ؛ بلْ عَددَ الحَجيجِ ببيتنا المرفوعِ مَعرفةً، وعرفانًا، ونيشانًا، ومأوى في السّوادْ.
ـ أتحبُّها!
ـ ولقدْ مرَرْتُ بدارِها في الكُوفةِ المَدنيّةِ الأقصى، شَمَمْتُ حضورَ سيّدةٍ بصُحبةِ عاهلِ النُّقباءِ قربِ مَسلّةِ الأسباطِ، إذْ هي صورةٌ مِنْ رَبّ هَذي البلادِ، أحبّها، وأحبّها حتّى انتهاءِ مقاطعِ الزّمنِ العراقيّ الحنيفْ.
زَيْتٌ لعاتكةِ الخَيالِ، لعِطرِها في الرّافدينِ، لقدْ وقفتُ ببابِ صَفّكِ، ما بكيتُ، وكانَ أصحابي مَعي، قالوا: لنسمعَ ما تقولُ فإنّها مَأمُورةٌ بالحبّ، والحبّ الحَنيفِ لسيّدٍ مِنْ نَسلِ بغدادِ السّلامْ.
زَيْتٌ لعاتكةِ الحَبيبةِ إنّ صوتَكِ رافدانيُّ الهَوى، صوتٌ كرائحةِ الحليبِ، ولوْنِهِ، كعطرِ حديقةٍ نبويّةٍ في الجانب الشّرقيّ مِنْ بغدادَ حيثُ عرفتُ أنّكِ ترجمانُ هُويّتي، كمْ كنتُ أستمعُ القصيدةَ مِنْ شفاهِكِ مُنصتًا إنصاتَ طفلٍ عارفٍ بتردّدِ الإيقاعِ في النّهرِ الفراتْ.
زَيْتٌ لعاتكةِ الحبيبةِ إنّ صوتَكِ مُصحفٌ في القلبِ محفوظُ البيانِ، أتعلمينَ تلفّتَ القلبِ الوجيبِ إذِ اختفتْ صَلواتُكِ الحُسنى، وغبتِ عَنِ اللّقاءِ، أتعلمينَ تلفّتَ النّهرِ العَظيمِ إذِ اختفتْ أسماؤهُ الحُسنى، ولا ماءٌ لديهِ يخفّفُ القيظَ المؤرّقَ في الدّيارِ، أتعلمينَ حديقةً وُئِدَتْ لكي يُبنى على حَيَوانِها أنقاضُ بُرجٍ للحراسةِ زائلٍ.
زَيْتٌ لعاتكةِ الشّريفِ لقدْ قرأتُ كتابَكِ المخطوطَ عشقًا في مجازاتِ الهُويّةِ، إنّني أبقى أحبّكِ ما أقامتْ بابلُ العذراءُ، ما أرسى ببابلَ مشهدَ الشّمشِ العظيمِ، وما تنفّسَ أيّلٌ في بابِ عشتارِ الحرامِ، وإنّني أبقى أضمُّكِ في الكتابْ.
زَيْتٌ لمُلهمةِ الشّريفِ، لشَعرِها المضفورِ وحْيًا أخضرَا.