لن أعبرَ غرناطةَ بك
يا قمري الرملي
رائحةُ الزهورِ تأخذُ هالةَ الفارسِ
في وخزٍ باردٍ
بمددِ أغنياتِ وجودِك
لن أعبرَ منزلَ لوركا
من الجهةِ الخامسة.
نزفت خاصرةُ الخامسةِ
بطرقاتٍ عزفت جوقةٌ غريبةٌ على القمر…
الجهةُ الخامسةُ تتلاشى
في طرقِ المتاهةِ
الموتُ… خلخالٌ
يدقُّ في جنازة قمرِ غرناطة
في جنازتنا
أغاريدُك الباردةُ
وجهُك الماضي
في زمنٍ غجريٍ راقصٍ
وجهُك يُذبلُ قمري
أقدامي تتوه قبالةَ منزلِك
لستَ وحدَك الصامتِ
قدمي تفقدُ نجمةَ رقصها…!
تموتُ هنا…
قدمي تتعفنُ أمام نظراتِك الباردةِ
اشتهاءُ الحزن…
اشتهاءٌ لا يعرفه إلا الغرباءُ
حين تدقُّ أجيالُ الوهم
في عروقهن القادمة لزيتونك
أشتهي الموتَ
كأنسيةِ مائك
هنا
غنائي وحيد
قدمي وحيدة
واشتهاءٌ وحيدٌ
يحنُّ لحياةِ مرحٍ بعيد
لن أنسى أن أقدمَ وجبةً عربيةً لك
صوتُك يجعلُ مذاقَ فمي
سراً في أشجارك
ولن أنظرَ في عينييك
سأغمضُ حلمي
فلا تأخذه الموتى
تحت قبعاتِها الخوصية…
ليلــى السيـــد
شاعرة من البحرين